الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

الإعلام والتعصب

الإعلام والتعصب.

الشعوب الواعية بأهمية مباريات كرة القدم، تركز اهتمامها أولا وقبل كل شيء على الكسب الاقتصادي والتجاري الذي يوافق هذه المناسبات غالبا، فمباراة واحدة يحضرها الالاف من الأنصار تعني قبل كل شيء مئات الملايين إن لم نقل ملايير تضاف إلى الخزينة بطريقة أو بأخرى، إنتعاش تجاري وسياحي  ولو مؤقت، ونافذة تفتح على الواجهة العالمية لتصدير التوجهات  السياسية و الاعلامية  والتعريف أكثر بمكانة الدول من الناحية الرياضية أولا ، تليها آليا التعريف الاقتصادي والسياسي بها بطرق مباشرة أو غير مباشرة.

لكن الاحداث الأخيرة التي عاشتها كل من مصر والجزائر لا تمد بصفة من هذه الصفات للقيم والمبادئ الأساسية للعبة الأولى في العالم، لا للروح الرياضية ولا للقيم الإسلامية المتعارف عليها من تسامح وكرم وشرف وشهامة وغيرها من المبادئ التي جبل عليها جل العرب.

ما تعرض له اللاعبين الجزائريين والانصار على يد اخواننا المصريين سواء كان مبالغا فيه من طرف وسائل الاعلام التي نقلت الحدث أو حقائق دخلت تاريخ الشارع المصري من بابه الواسع نتيجة الحشو الإعلامي للمباراة وكأنها حرب ستقام في الميدان، فإن الأمر تعدى حقيقة حدود المعقول.

وما فعله المناصرين الجزائريين بمجرد سماعه بخبر ضرب اللاعبين ثم المناصرين بالقاهرة من  خروج للشارع معبرا عن غضبه الشديد لهذا التصرف الماجن الذي لا  يمت بصلة لكرم الضيافة العربية، حتى أتى بفعل مماثل ليثبت أن التعصب سيد، والعمى قد استفحل في العقول قبل العيون وذلك عندما هاجم الأنصار رمز من رموز مصر بالجزائر تمثل في شركة الاتصالات جازي

هيجان وغضب الأنصار قد رهن مستقبل الالاف من اخوانهم الجزائريين العاملين في الشركة التي لا صلة لها بالأحداث لا من قريب ولا من بعيد سوى أن ملاكها مصريين، وهي الرائد المصري الوحيد بالجزائر والوحيدة التي يعرفها العام والخاص،

إختلاسات بالملايير ونهب لعتاد العمل، ما شل الشركة شللا تاما، إنه لمن المؤسف أن يصل حب جلد منفوخ ينط هنا وهناك إلى تحطيم ممتلكات خاصة، وإحراج الألاف من العمال في هذه الشركة، وكأنهم هم أيضا مصريين لا بد لهم أن يدفعوا الثمن، وأي ثمن سيضاهي  بطالة عمال وتعريض عائلاتهم للخوف والقلق وما هؤلاء العمال سوى إخواننا من لحمنا ودمنا فما ذنبهم يا ترى؟؟؟

وسواء تدخلت السياسة هنا أو هناك بطريقة أو بأخرى لاستنفار الصفوف وزيادة التعبئة النفسية للأنصار والجماهير، فإن القادم أسوء بلا ريب، مقابلة السودان لن تكون بين أنصار فريقين، بل ستكون بين جيشين متعصبين، لن تكون هناك روح رياضية البتة مادام الدافع من البداية لم يكن لمناصرة الفريقين، بل لمناصفة المعتدين، فتخيلوا حجم الخسائر في الأرواح وفي العتاد إن التقى المناصرون وجها لوجه خارج الملعب؟؟؟

الإعلام هذا السلطة الرابعة الذي فرض نفسه مؤخرا كصانع للرأي العام والموجه العام لمسار الأمم، سلاح خطير للغاية يفترض أن يراقب وتقلم أظافره إن رأيناه يوجه الامة نحو هاوية لا تعرف نتائجها

حرية التعبير تتطلب ضمائر حية تعي ما تقول وتحسب الف حسب للكلمة قبل أن تقال وقبل أن تكتب، فما جدوى حرية التعبير إن وجهنا هذه الحرية نحو حشد النفوس واستفزازها بتقديم كل ما يثبت التوجه السلبي المدروس؟؟؟

ماذا جنت الصحافة على مواطنيها من ترويج للسلبية في نقل الاحداث سوى الخسائر الفادحة بالملايير، وتشويه سمعة الأنصار بوصفهم بالوحشية والتخلف والتصرفات الطائشة اللاحضرية

وسماع العالم بأسره بأن هناك أمم متخلفة لا زالت لا تحترم البعد الحقيقي للكرة من الجانب الاقتصادي والسياسي أيضا

فالكرة لا تلعب لأجل المتعة فقط، فمن ورائها ثروات تجنى واقتصاد ينموا وحركة ورواج، فمتى نعي كل هذا ونعمل به ولأجله؟؟؟

الأربعاء، 15 أغسطس 2007

مجرد إحساس

محاولة بائسة للوصول بلغة راقية مهذبة إلى أجمل إحساس
محاولات لنقول بطريقة أو بأخرى أننا هنا وسنحاول إثبات ذاتنا من خلال كلماتنا
سنبدع لنبرهن وجودنا ولنسمع صدانا كل العالم
فهل من أحاسيس؟